ما وراء تصريحات محمد بن سلمان الخافتة تجاه الحوثيين ولماذا أكد مرارا بأنه لا يريد التصعيد ضدهم وأن اتفاق الرياض لا يشكل أي خطر عليهم؟

تصريحات محمد بن سلمان الخافتة تجاه الحوثيين

الميدان اليمني – خاص

أثارت تصريحات محمد بن سلمان حول جماعة الحوثي في كلمته التي ألقاها يوم أمس الثلاثاء في مراسيم توقيع “اتفاق الرياض” بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي جدلا واسعا بين الأوساط السياسية ووسائل الإعلام التابعة للشرعية والحراك الجنوبي على حد سوى.

وكان ولي العهد ووزير الدفاع السعودي تجنب بشكل واضح في كلمته التي ألقاها خلال توقيع الاتفاق، تجنب أي حديث يوحي بالتصعيد ضد الحوثيين، وكأنه يريد أن يوصل لهم رسالة بأن الإتفاق لا يستهدفهم، ولن يشكل عليهم خطر بل هو بداية لطي مرحلة الحرب، بعكس ما كانت تتوقعه بعض أطراف التوقيع على اتفاق الرياض بأن الإتفاق سيكون لتوجيه بوصلة معركتهم تجاه الحوثيين في صنعاء، وهو ما لم يرد في تصريحات بن سلمان الذي ظهر هذه المرة أكثر رزانة ودبلوماسية من ذي قبل بخلاف خطاباته وتصريحاته السابقة.

واستغربت أوساط سياسية مرموقة في صفوف الشرعية، في تصريحات خاصة لـ”الميدان اليمني” من طريقة حديث بن سلمان عن الحوثيين، متسائلة عن السر الذي جعل الرجل الأول في المملكة يتكلم عن جماعة الحوثي بهذه النبرة الخافتة على غير عادته.

وذهب البعض إلى تفسير لجوء ولي العهد إلى تلاوة نصية لخطاب مكتوب، يعود إلى مخاوفه من الانزلاق إلى الحديث بعيدا عن الدبلوماسية، حيث لا تحتمل أوضاع ارامكو مزيدا من التصعيد، الذي قد يستدعي رداً عملياً من الطرف الآخر، ولأن التصعيد في الأساس لم يعد هدفا لولي العهد.

صحف وقنوات عربية وعالمية ركزت على الحرص الذي أبداه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في إيصال رسالة إلى الحوثيين بأن الاتفاق ليس ضدهم بشكل مباشر وأنه أي (الاتفاق)، بداية لطي مرحلة الحرب، في إشارة منه بأن السعودية غيرت سياستها تجاه الحوثيين بصورة خاصة، وأعادت حساباتها من جدوى استمرار حربها في اليمن بشكل عام، لافتة بأن الدبلوماسية السعودية عازمة على إيقاف الحرب في اليمن وفي القريب العاجل.

ويرى محللون سياسيون بأن المملكة العربية السعودية غيرت من سياساتها تجاه جماعة الحوثي خاصة خلال الأونة الأخيرة بعد أن رأت أن لا فائدة ولا جدوى من استمرار حربها مع الحوثيين لذلك لم يوجه محمد بن سلمان في كلمته للحوثيين ولو كلمة جارحة ولم يرد في مضمون خطابه أي تهديد حرصا منه على التفاهمات التي توصل إليها في حواره المباشر مع الحوثيين من أجل إيقاف الحرب وهو ما اعتبره البعض جزءا من استراتيجية المملكة المستقبلية.

مراقبون للوضع والملف اليمني قالوا أن تركيز نص اتفاق الرياض على مشاركة الانتقالي في المفاوضات الأممية القادمة، يشير صراحة إلى الترتيب بين الحوثي والمملكة لعقد جولة مشاورات جديدة ونهائية لإيقاف الحرب، بل يبدو أنه حرص على إيصال رسالة للحوثيين أن الاتفاق بين الشرعية والانتقالي لا يعني تجاوز التفاهمات السرية الجارية لعقد جولة مفاوضات جديدة لإيقاف الحرب.

ونشرت وكالة الصحافة الفرنسية “فرانس برس” اليوم الأربعاء تصريحات صحافية قالت أنها لمسؤول سعودي كبير أقر بوجود محادثات سعودية مع الحوثيين في مسعى لإنهاء الحرب هناك .

ويأتي أول تأكيد رسمي للحوار بين الجانبين، وفق ما أعلن مسؤول سعودي اليوم الأربعاء بعد يوم واحد من توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، يوم أمس الثلاثاء بالعاصمة السعودية الرياض، لتكشف لنا عن تحركات ومساعي سعودية نحو وقف شامل ونهائي للحرب في اليمن.

وقال المسؤول السعودي الرفيع المستوى للصحافيين: “نملك قناة مفتوحة مع الحوثيين منذ عام 2016. نحن نواصل هذه الاتصالات لدعم السلام في اليمن”.

للمزيد من الأخبار إضغط (هــنــــــا)

لمتابعة صفحتنا على تويتر إضغط (هـــنــــــــا)

شارك هذا الخبر

شاهد أيضاً

تحذير مبكر عالي الخطورة: الانذار المبكر يحذر جميع المواطنين من فيضانات مدمرة في 5 محافظات نهاية شهر ابريل

تحذير مبكر عالي الخطورة: الانذار المبكر يحذر جميع المواطنين من فيضانات مدمرة في 5 محافظات …