«كورونا» وموسم الإنفلونزا… كيف نتلافى مخاطر لقاء الثنائي؟

ترك فيروس «كورونا المستجد»، المسبب لمرض «كوفيد – 19» تداعيات سلبية على أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم، ما أدى إلى نقص في الطواقم المؤهلة والمعدات.

وبينما توازن الدول للحد من انتشار الفيروس مع تزايد الضغط لإعادة فتح حدودها واقتصاداتها، يخشى الأطباء من استمرار الوباء في التوسع، خصوصاً إذا تزامنت الموجة الثانية من الوباء مع موسم الإنفلونزا التقليدي (الخريف والشتاء القادمين).

ويظن بعض دول العالم أن الموجة الثانية من الوباء ربما تحدث مع تخفيف القيود، إلا أن المدير التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، مايك رايان، قال في مؤتمر صحافي لوسائل الإعلام مساء الثلاثاء الماضي، إن «العالم لا يزال بشكل عام في منتصف الموجة الأولى».

وتابع رايان: «كي تحدث موجة ثانية، يجب أن تنخفض حالات الإصابة بالفيروس أولاً في جميع أنحاء العالم إلى مستوى منخفض للغاية، ثم تعود مرة أخرى بعد عدة أشهر».

وقال: «إذا نظرنا إلى البيانات الواردة من أميركا الجنوبية، إلى أفريقيا وجنوب آسيا والعديد من البلدان الأخرى، فإننا ما زلنا في مرحلة يكون فيها المرض في طريقه إلى الارتفاع». وأضاف: «الآن، لسنا في الموجة الثانية أو على مشارفها… نحن في منتصف الموجة الأولى على مستوى العالم».

ووفقاً لهذه التقديرات التي أشار إليها رايان، فإن بدايات الموجة الثانية من الوباء قد تأتي متزامنة مع موسم الإنفلونزا التقليدي، وهو ما يمثل عبئاً كبيراً على الأنظمة الصحية، حتى المتقدمة منها. وبدأت الأوساط الصحية في الولايات المتحدة الأميركية تحذر مبكراً من هذا التزامن المتوقع، والذي تكشف إحصائيات موسم الإنفلونزا الحالي أن حدوثه سيثقل كاهل النظام الصحي.

وأظهرت بيانات حكومية أميركية أن موسم الإنفلونزا هذا العام (2019 – 2020)، كان من أسوأ الفترات المسجلة. وانتهى الموسم رسمياً الأسبوع الأول من شهر مايو (أيار)، وأُصيب ما بين 39 مليوناً و56 مليون شخص بالإنفلونزا، وفقاً مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.

وذكرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في تقريرها الأسبوعي الأخير عن الإنفلونزا، الذي صدر في الأسبوع الأول من شهر مايو، أن ما لا يقل عن 24 ألف حالة وفاة مرتبطة بالإنفلونزا حدثت خلال موسم 2019 – 2020. وحتى أول من أمس، توفي أكثر من 105 آلاف شخص في الولايات المتحدة بسبب (كوفيد – 19)، مع أكثر من مليون و800 ألف إصابة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

ويقول الدكتور ويليام شافنر، أستاذ الطب الوقائي والأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة «فاندربيلت» في مجلة «يو إس نيوز آند وورلد ريبورت»، في أواخر شهر مارس (آذار) : «الإنفلونزا عدو قديم… لقد اعتدنا على ذلك نوعاً ما، لكن الفيروس الجديد غامض وغير معروف، لم نرد أن يأتي إلينا، لكنه جاء مع معدل وفيات بين كبار السن ربما يكون أعلى من الإنفلونزا».

ومع انشغال العالم بالفيروس الجديد، يخشى شافنر أن يؤثر ذلك على إقبال الناس على أخذ اللقاح الموسمي للإنفلونزا، بما يمكن أن يؤدي إلى إثقال كاهل الأنظمة الصحية التي ستجد نفسها أمام مهمة مزدوجة، وهي مواجهة الفيروس الجديد والقديم. وحذّرت منظمة الصحة العالمية نهاية أبريل (نيسان) الماضي من تراجع الإقبال على اللقاحات التقليدية، لأسباب تتعلق بانشغال الحكومات بمواجهة تبعات الفيروس الجديد، وعزوف الناس خشية العدوى عن الحصول على اللقاحات، وهو ما من شأنه إعادة إنتاج تجربة دولة الكونغو، حينما ركزت كل طاقتها على مواجهة فاشية «إيبولا»، فعادت الحصبة بقوة.

وتسبب وباء الحصبة في عدد وفيات تجاوز ستة آلاف شخص في الكونغو، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف عدد الأشخاص الذين أصيبوا بفاشية «إيبولا» منذ ظهورها في أغسطس (آب) 2018، وتم وصفها بأسوأ موجة تفشٍّ للأمراض المعدية في العالم، وفق بيان صحافي أصدرته منظمة الصحة العالمية في يناير (كانون الثاني) الماضي.

شارك هذا الخبر

شاهد أيضاً

انتبهوا.. الانذار المبكر يصدر تحذير هام يشمل 10 محافظات ستشهد هطول امطار رعدية شديدة مع حبات البرد خلال الساعات القادمة

حذر المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر الإخوة المواطنين والمزارعين على وجه الخصوص من تساقط حبات …